سيكون "دربي" مدينة ميلانو، بين إنتر حامل اللقب وميلان بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا، في واجهة مباريات المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
ويمكن القول إن مشجعي جميع الفرق سيكونون على الأرجح خلف ميلان، المتوج الأحد بلقب بطولة العالم للأندية، من اجل إيقاف زحف إنتر ميلان، خوفاً من أن يفقد الدوري المحلي نكهته التنافسية، ويبدو أن أحداً ليس بإمكانه إيقاف تحليق إنتر، الذي وسع الفارق الذي يفصله عن ملاحقه روما إلى سبع نقاط بعد فوزه على كالياري (2-صفر) وتعادل فريق العاصمة السلبي مع تورينو.
وقد تكون مواجهة الجارين الوسيلة الوحيدة لإنهاء سلسلة انتصارات إنتر، نظراً إلى أنه لطالما خالفت مباريات الدربي جميع التوقعات، وألغت أي أفضلية يمكن لأي فريق أن يتمتع بها، وهذا ما يعول عليه ميلان بقيادة أفضل لاعب في أوروبا والعالم البرازيلي كاكا، من اجل الارتقاء بالترتيب العام، إذ يحتل حاليا المركز الثالث عشر، لكنه يملك ثلاث مباريات مؤجلة، بسبب مشاركته في بطولة العالم للأندية التي أقيمت في اليابان، وتوج بلقبها على حساب بوكا جونيورز الأرجنتيني.
أما إنتر ميلان فيأمل في مواصلة زحفه، وتحقيق الفوز التاسع على التوالي في جميع المسابقات، والثالث عشر في الدوري، والمحافظة على سجله الخالي من الهزائم في الدوري منذ 18 نيسان/أبريل الماضي، عندما خسر أمام روما 1-3 (17 انتصاراً و5 تعادلات)، ولم يذق إنتر طعم الهزيمة في جميع المسابقات منذ 19 أيلول/سبتمبر الماضي، عندما خسر أمام فناربخشه التركي (صفر-1) في الدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
ويتمتع الفريق بخط دفاع متماسك جداً، إذ لم تهتز شباكه لفترة 642 دقيقة قبل أن تتلقى يوم الأربعاء هدفاً سجله ريجينا، في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة الكأس، وهي المباراة التي فاز بها إنتر خارج ملعبه (4-1) بتشكيلة غاب عنها العديد من النجوم، كما يملك خط هجوم ضارب يضم الثنائي الأرجنتيني هرنان كريسبو وخوليو كروز، والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، والهندوراسي دافيد سوازو.
ونجح انتر ميلان في تسجيل 19 هدفاً في آخر سبع مباريات (في جميع المسابقات)، فيما اهتزت شباكه في مناسبة واحدة، وذلك بفضل تألق كروز وإبراهيموفيتش بشكل خاص، اللذين سجلا معاً 18 هدفاً في الدوري حتى الآن، بواقع تسعة لكل منهما.
وسينهي إنتر عام 2007 بإنجاز لم يسبقه إليه أي فريق إيطالي في السابق، إذ حصد فريق المدرب روبرتو مانشيني خلال هذا العام (النصف الثاني من موسم 2006-2007 والنصف الأول من موسم 2007-2008) 89 نقطة من 27 انتصاراً و8 تعادلات، مقابل هزيمة وحيدة، كانت أمام روما، الذي يسعى إلى استعادة نغمة الانتصارات بعد ثلاثة تعادلات متتالية أمام ليفورنو (1-1) وتورينو ومانشستر يونايتد الإنكليزي (1-1) في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وخسارة أمام تورينو (1-3) أيضاً الأربعاء في مسابقة الكأس المحلية التي يحمل لقبها.
في المقابل، يأمل ميلان أن يفك عقدته في "سان سيرو" على الصعيد المحلي، إذ أنه لا يزال يبحث عن فوزه الأول على هذا الملعب الذي يتشاركه مع إنتر (تحتسب مباراة الأحد على ارض الأخير)، حيث تعادل ست مرات ومني بثلاث هزائم، آخرها الخميس في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة الكأس المحلية أمام ريجينا (1-2).
ويحتل ميلان المركز الحادي عشر، برصيد 18 نقطة فقط من 13 مباراة، حيث حقق الفوز في أربع مباريات فقط، وتعادل في ست، وخسر ثلاث مباريات، وتبقى له ثلاث مباريات مؤجلة مع أتالانتا وليفورنو وكالياري.
ولكن فارق السبع النقاط قد يكون أمراً تافها إذاً ما قورن بإنجاز ميلان في بطولة العالم للأندية، حيث أكد أنه أنجح أندية العالم قبل أيام قليلة، ورفع رصيده من الألقاب الدولية إلى 18 لقباً، وربما يكون نفس الشعور قد سيطر على مشجعي إنتر في أيار/مايو الماضي، عندما توج ميلان بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا، ليغطي هذا الإنجاز على إنجاز احتفاظ إنتر بلقب الدوري الإيطالي.
رونالدو وأدريانو يغيبان عن اللقاء
وسيفتقد الفريقان جهود نجميهما البرازيليين أدريانو ورونالدو في هذه المباراة الصعبة، التي يطلق عليها قمة المدينة أو "دربي ميلانو".
وسافر اللاعبان أدريانو نجم هجوم إنتر، ومواطنه رونالدو مهاجم ميلان، عائدين إلى البرازيل لقضاء إجازة أعياد الميلاد (الكريسماس).
وغادر أدريانو مدينة ميلانو في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث سافر إلى البرازيل للعلاج من حالة الاكتئاب التي انتابته مؤخراً، ويبدو أنه يستعد حالياً للانتقال إلى فريق ساو باولو بطل الدوري البرازيلي، على سبيل الإعارة حتى صيف عام 2008.
وقال ماسيمو موراتي رئيس نادي إنتر ميلان قبل أيام إن عقد الإعارة كان أمراً جيداً لأدريانو، لأنه يشعر بارتياح لوجوده في بلده ويتحسن يوماً بعد الآخر، وأضاف: "إنه أمر جيد بالنسبة لنا أيضاً، لأنني أثق في استعادته لمستواه، لنستعيد في حزيران/يونيو المقبل لاعباً رائعاً".
أما بالنسبة لرونالدو فقد خاض مباراة واحدة فقط مع فريق ميلان هذا الموسم، بينما غاب عن صفوف الفريق في معظم فعاليات الموسم الحالي، بسبب الإصابة في العضلات، والتي فشل أطباء النادي في علاجها، وقال كارلو أنشيلوتي المدير الفني لفريق ميلان: "السفر كان الحل الأفضل بالنسبة له، لأنه يعاني كثيراً من أجل التعافي"، ونفى أنشيلوتي وجود أي عوامل نفسية وراء تأخر عودة اللاعب إلى صفوف الفريق.
وينتظر أن يعود رونالدو إلى صفوف ميلان في مطلع كانون الثاني/يناير المقبل، حيث يقيم الفريق معسكراً شتوياً في مدينة دبي الإماراتية، ويأمل في أن يكون اللاعب جاهزاً للمشاركة مع الفريق لدى استئناف مسابقة الدوري الإيطالي في 13 كانون الثاني/يناير المقبل.
ورغم افتقاد إنتر أيضاً لجهود لاعبيه الفرنسي باتريك فييرا، والصربي ديان ستانكوفيتش، والبرتغالي لويس فيغو بسبب الإصابات، تصب معظم الترشيحات لصالحه رغم تألق ميلان في الوقت الحالي.
و في مباراة أخرى بنفس المرحلة، يستضيف روما فريق فريق سمبدوريا، وتفتتح فعاليات المرحلة يوم السبت بلقاء جنوى مع بارما، أما يوفنتوس صاحب المركز الثالث في الدوري برصيد 32 نقطة فيستضيف فريق سيينا يوم الأحد.
وفي باقي مباريات المرحلة يلتقي أودينيزي مع إمبولي، وليفورنو مع أتالانتا، ونابولي مع تورينو، وباليرمو مع لاتسيو، وريجينا مع كاتانيا وفيورنتينا مع كالياري.